تبدو بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد في تبدل «متواصل» بحيث اصبح من الصعب جدا متابعة جديدها من ناحية الأنظمة والقوانين، ولن يكون موسم 2008 مختلفا كثيرا عن ذلك الذي سبقه، اذ تم تعديل بعض القوانين، وسيكون ابرزها متمثلا في غياب جهاز التحكم بالتماسك «تراكشين كونترول».
ويهدف الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» من خلال تعديلاته المتواصلة أولا الى تحجيم حجم النفقات التي تتكبدها الفرق كل موسم، وثانيا الى تخفيف الاضرار البيئية، وثالثا الى ادخال عناصر جديدة بامكانها تغيير موازين القوى وإنعاش الحماس في رياضة الفئة الاولى كما كان الوضع عندما قرر منع استعمال اكثر من مجموعة واحدة من الاطارات خلال موسم 2005، ما وضع حدا لاحتكار الالماني مايكل شوماخر وفريقه فيراري للقب وقدم للعالم بطلا جديدا حينها هو سائق رينو الاسباني فرناندو الونسو.
اما بالنسبة لموسم 2008 فستطبق الكثير من القوانين الجديد ابرزها على الاطلاق واكثرها تأثيرا على السائقين منع استعمال جهاز التحكم بالتماسك والاجهزة المتعلقة بادارة «الكبح المحركي» الذي يهدف إلى منع انغلاق الاطارين الخلفيين عند الانعطاف وتحول الوزن من جهة الى اخرى.
محاولات للتحايل
ووضع الاتحاد الدولي في السيارات الـ22 جهازا موحدا «اي سي يو» أو وحدة مشتركة للتحكم بالمحرك هدفها مراقبة الفرق والحرص على التزامها بمنع استعمال هذين الجهازين.
لكن يبدو ان الامور بدأت تأخذ منحى مغايرا للهدف الذي حرمت من اجله هذه الاجهزة، وهو تخفيف الاعباء المالية على الفرق، اذ بدأ الكبار يوظفون «عباقرة» تقنيين ليجدوا الطريقة التي تمكنهم من التحايل على هذا «المنع» عبر تحويل عمل بعض الاجهزة الاخرى لتقوم بعمل تلك الممنوعة بطريقة او باخرى، او حتى «فك شيفرة» الوحدة المشتركة التي تراقب السيارات.
وكان الايطالي يارنو تروللي سائق تويوتا اول من حذر من ان بعض الفرق وجدت الطريقة التي تتحايل من خلالها على منع استعمال جهاز التحكم بالتماسك وعلى جهاز «اي سي يو» الذي فازت ماكلارين بحق تزويده للاتحاد الدولي والفرق.
تروللي يشكك
واعتبر تروللي ان بعض الفرق، دون ان يذكر اي اسماء، وجدت طريقة للتحايل بطريقة «مخفية» على منع جهازي التحكم بالانطلاق والتماسك الذي يساعد السائقين في السيطرة على سياراتهم عند المنعطفات.
وشكك تروللي بمصداقية بعض الفرق في ما يخص هذه المسألة عندما قال «لن أسمي الفرق، لكني اعتقد ان بعضها توصل الى طريقة لتعويض غياب جهاز التحكم بالانطلاق «لانشينغ كونترول» والتخفيف من الدوران المتزايد للاطار عند التسارع».
وتابع تروللي «انا لا اقول ان احدا يغش، رغم اننا حصلنا في تويوتا على بعض المعلومات المثيرة للجدل».
وجاء الرد من رئيس الاتحاد الدولي ماكس موزلي، الذي اكد ان ليس باستطاعة فرق البطولة ان تتحايل على القانون الذي يحرم استعمال وسائل المساعدة الالكترونية.
موزلي منزعج
ورأى موزلي ان ما يقوله تروللي مزعجا، لانه بعيد المنال عن الفرق في ظل وجود اجهزة المراقبة «اي سي يو»، مضيفا «يجب ان يتذكر الجميع ان ما تفعله الفرق خلال تجاربها الخاصة يتعلق بها، ولا يمكنها ان تخالف القوانين بسهولة خلال السباقات».
اما التعديلات الاخرى في 2008 فهي الغاء السيارة الثالثة في التجارب الحرة، لكن قد يستطيع السائق الثالث المشاركة بالتجارب في واحدة من السيارتين الاساسيتين المسموح بهما لكل فريق.
كما تم تقصير مدة القسم الثالث من التجارب الرسمية من 15 دقيقة الى 10 دقائق، وعدم السماح للسيارات بالتزود بالوقود بعد التجارب الرسمية.
وبقي العمل بالقانون الذي ينص على ان اي استبدالٍ للمحرك يعرض صاحبه لعقوبة التراجع عشرة مراكز على خط الانطلاق مع استثناء السباق الاول في ملبورن، شرط ان يتم التغيير لاسباب مبررة، وليس بسبب الاداء او شيء من هذا القبيل.
اي استبدال لعلبة السرعات خلال السباق يعرض المخالف للتراجع خمسة مراكز على خط الانطلاق، واي استبدال قبل 4 سباقات سيغرم المخالف بزيادة 15 كلغ على الوزن الادنى للسيارة.