في عام 1948 أو كما يطلق عليه الفلسطينيون عام النكبة و التي تحل ذكراها الأليمة منتصف الشهر الحالي متزامنةً مع الذكرى ال 60 لتأسيس دولة الكيان الصهيوني .
البداية كانت في مطلع العقد الثاني من القرن العشرين حيث أسس الفلسطينيون أولى أنديتهم الرياضية و إن كانت تقتصر على بعض الألعاب الشعبية و تؤدي دوراً اجتماعياً أكثر منه رياضياً.
و حتى عام النكبة كان هنالك ما يقارب 65 نادي فلسطيني منطوى تحت مظلة إتحاد منظم للرياضة الفلسطينية , و حول أولى الأندية الفلسطينية تأسيساً توضح وثائق أن نادي روضة المعارف في القدس هو أولى الأندية الفلسطينية و قد تأسس في أواسط العقد الثاني من القرن الماضي , فيما تشير دراسات أخرى إلى أن أول نادي فلسطيني هو النادي الرياضي في يافا و تأسس عام 1909 . و يذكر أن النادي الرياضي بيافا كان أحد أقوى الفرق الفلسطينية و كان يضاهي الفرق الأجنبية القادمة إلى فلسطين في عهد الإنتداب البريطاني .
لتحل النكبة و تعصف ريحها تاريخ الرياضة الفلسطينية و التي كانت أولى الدول الآسيوية ظهوراً و ثاني الدول العربية مشاركةً في تصفيات كأس العالم . فاندثرت جميع أندية الداخل أو ما يعرف بالخط الأخضر بينما بقيت أندية قطاع غزة و الضفة الغربية صامدة على الرغم من قلة عددها , و يتشتت أجيال رياضية إلى مخيمات اللجوء في لبنان و سوريا و الأردن و مصر و العراق و دول أميركا الجنوبية و تضيع معظم السجلات و الوثائق التاريخية المتعلقة بالرياضة الفلسطينية .
و منذ ذلك التاريخ تحاول جماعات يهودية سرقة التاريخ الفلسطيني برمته ففي الشأن الرياضي استطاعت دولة الكيان الصهيوني أن تقيد اسمها بدلاً من منتخب فلسطين المشارك في تصفيات كأسي العالم عام 1934 و 1938 أمام مصر و اليونان و أيضاً في العديد من المباريات الرسمية و الودية في بطولات أخرى إلى أن اجبرت الفيفا على تغيير سجلاتها التاريخية و إعادة الحق إلى أصحابه .
و لم يكتفي الصهاينة بتدمر الرياضة العربية في الداخل بل لطالما أغلقوا الأندية الرياضية في قطاع غزة و الضفة الغربية بعد حرب " النكسة " في حزيران من العام 1967 و هذه الإجراءات مستمرة حتى هذا التاريخ . و أيضاً استطاعت فرض حالة من الجمود الرياضي لعدة سنوات .
و رغم كل ما عانت منه الرياضة الفلسطينية من ويلات الاحتلال إلا أنها بقيت صامدة و إن لم تصل إلى مستوى نظيرتها في الدول العربية نظراً لتقطع أواصر الربط بين الأشقاء العرب في غزة و الضفة و عرب الداخل .